ديون الولايات المتحدة تتجاوز 30 تريليون دولار لأول مرة رغم مؤشرات التعافي
ديون الولايات المتحدة تتجاوز 30 تريليون دولار لأول مرة رغم مؤشرات التعافي
كشفت أرقام جديدة صادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية، الثلاثاء، عن تجاوز إجمالي الدين المحلي للولايات المتحدة 30 تريليون دولار للمرة الأولى على مدار تاريخها.
وقال موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، إن الولايات المتحدة وصلت إلى هذا الرقم في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعا بسبب جائحة كوفيد-19، التي زادت من الإنفاق على المستوى الاتحادي إلى تريليونات الدولارات، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وبحسب الموقع يأتي هذا الرقم القياسي الجديد في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة، للتعامل مع التضخم المتفاقم بسبب الجائحة.
وقال العديد من الاقتصاديين إن الزيادة في الإنفاق ضرورية، منوهين إلى أن ذلك يعد أحد الأسباب التي أدت إلى توقف حزمة الإنفاق الاجتماعي للرئيس جو بايدن في الكونجرس. واستشهد السيناتور جو مانشين بـ"دين مذهل" في بيان عارض فيه التشريع في ديسمبر الماضي.
وتسببت جائحة كورونا في ارتفاع عجز الموازنة الأمريكية بنسبة 26% إلى ما يقرب من تريليون دولار في أواخر عام 2019، ليتزايد للعام الرابع على التوالي.
تعافي الاقتصاد الأمريكي
ويدخل تعافي الاقتصاد الأمريكي من تداعيات وباء كورونا عامه الثالث بصورة أسرع من انتعاشه من الركود الذى تعرض له أثناء الأزمة المالية العالمية عام 2008 مع عودة الاستهلاك والاستثمار في الولايات المتحدة منذ الربع الثالث من العام الماضي إلى مستويات ما قبل الجائحة.
وأكد معهد التمويل الدولي “IIF” في تقريره الصادر مؤخرا أن الحكومة استطاعت أن تعيد الانتعاش للاقتصاد الأمريكي أسرع من أي دولة أخرى من الاقتصادات المتقدمة أو الناشئة بفضل تدابيرها التحفيزية المالية الضخمة التي تجاوزت بكثير مثيلاتها حتى خلال سنوات الكساد العظيم أثناء ثلاثينات القرن الماضي وحتى خلال الأزمة المالية العالمية الماضية.
وأفاد معهد التمويل الدولي في تقرير له بعنوان «صور الاقتصادات الماكرو العالمية» بأنه من خلال عمل مسح على تعافي الدول المتقدمة والناشئة من كوفيد-19 وجد أن الولايات المتحدة هي الوحيدة من بين الاقتصادات المتقدمة التي عادت فيها مستويات الإنفاق الحقيقي للمستهلكين واستثمارات الأصول الثابتة إلى أكثر مما كانت عليها قبيل ظهور فيروس كورونا في نهاية عام 2019.
وحقق الاقتصاد الأمريكي انتعاشا واضحا وتعافى بسرعة من تداعيات الوباء، رغم أنها ما زالت تتصدر العالم في أعداد الإصابات والوفيات التي اقتربت من 75 مليون حالة وحوالي 885 ألف ضحية حتى الآن، وتواصل الزيادة بمعدلات سريعة من يوم لآخر بسبب ظهور متحورات جديدة للفيروس ومنها أوميكرون الذي رفع أعداد الإصابات بأكثر من 20 مليون حالة في الأسبوع الأخير من يناير الماضي.
وعاد الإنفاق الحقيقي للمستهلكين الأمريكيين، والذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأمريكي، منذ الربع الثالث من عام 2021 إلى أفضل مما كان عليه قبل الجائحة ليصل إلى %6.1 في الربع الثالث بعد وتيرة نمو بلغت 12% في الربع الثاني من نفس العام مما يدل على الإنجاز الذي سجله الاقتصاد الأمريكي، والذي لم تتمكن أي دولة أخرى أن تحققه، خاصة وسط الوباء الذي انتشر في جميع دول العالم وأصاب ما يزيد على 375 مليون حالة ووفاة ما يقرب من 5.7 مليون ضحية.